في ختام رحلتنا في السبع محطّات دي، بنسترجع مع بعض نظرة قائد المئة الروماني وهو واقف قدّام يسوع على الجلجثة، لما شافه بيموت فقال: «كانَ هٰذا الرَّجُلُ ٱبنَ اللهِ حَقًّا!» (مرقس ١٥: ٣٩). كلمته ختمت مسيرة من الألم شفنا فيها إزاي الرب شال آلام العالم، وإزاي لسه بيعاني النهارده كل ما إخواته الصغيرين والمضطهدين بيعانوا، وكل ما الإنسان يبتعد عن الحقّ والعدل والمحبّة.
مع إننا اتأملنا في سبع محطات بس، نظرتنا توسعت عشان نشوف المعنى الأعمق لآلام المسيح وللقيمة الخلاصية بتاعتها. قابلناه في كل مشهد ألم وشفناه كل مرة بنفتكر الناس اللي بنعاني حواليّنا، سواء من عنف أو ظلم أو فقر أو وحدة أو أي ضيقة تانية. في الرحلة دي شفنا المسيح بيشاركنا آلامنا، وبيغلب بالمحبّة والغفران.
في النهاية، زيّ قائد المئة، بنقف كلنا قدّام المصلوب اللي اختار يسلّم نفسه للموت مش علشان يهلكنا، لكن علشان يدّينا حياة. اختار الصليب علامة لانتصار حقيقي: انتصار الحياة على الموت، وانتصار المحبة على الكراهية. ومن خلال نظرتنا ليه، وإحنا بنختم المشوار القصير ده، بنتأمّل في حياة كتير من القديسين والشهداء والناس البسطاء اللي شاركوا المسيح صليبه، وربطوا آلامهم بآلامه في صمت أيامهم.
آلام المسيح ما بتقفش عند الظلمة، لكن بتفتح باب الرجاء. وكلمة الرجاء هي اللي خلّتنا نتحرّك خلال المحطات السبع عشان نكتشف نور القيامة اللي يقدر يوصل لقلوبنا حتى في أصعب اللحظات. من قلب صليب المسيح بيتولد الفرح الحقيقي اللي بيثبّتنا قدّام أي تجربة، وبيشجّعنا نكمل في طريق حياة أعمق في الإيمان والمحبّة.
بنصلّي مع بعض إن كل واحد فينا يقدر يستقبل المسيح في قلبه، ويفتح عينيه على حبّ ربنا اللي ملوش حدود. وبنطلب إننا نشوف إخوتنا المتألمين بعين المسيح نفسه، ونقدم لهم محبتنا وخدمتنا ونكون علامات رجاء لكل من حولنا.
آمين