واحنا بنزور السبع كنائس النهارده كحجاج للرجاء في سنة اليوبيل المقدس، عايزين نؤكّد لنفسنا إن مفيش حاجة بتضيع خالص في أوقات المحن. لما الأخبار السيئة بتيجي ورا بعض، بنحسّ بالقلق، بيخنقنا. ولما المصيبة تلمسنا بشكل مباشر، بنفقد حماسنا. ولما كارثة تحصل ونبقى إحنا ضحاياها، ثقتنا بنفسنا بتتهزّ وبيبقى إيماننا محل اختبار. لكن برضه مفيش حاجة بتضيع كلها. زيّ أيوب، إحنا بنبحث عن معنى لحياتنا.
في السعي ده، عندنا قدوة: إبراهيم اللي «آمَنَ راجِيًا على غَيرِ رَجاء». (رومة ٤: ١٨) فعلاً، في الظروف الصعبة إحنا ما بنشوفش أي سبب للإيمان أو للرجاء. ومع ذلك بنؤمن. ومع ذلك بنرجو. وده ممكن يحصل في حياة كل واحدة فينا وفي حياة كل واحد فينا.
مع المزمور (٤٢) بنسأل: «لِماذا تَكتَئِبينَ يا نَفْسي وعلَيَّ تنوحين؟ إِرتَجي اللهَ فإِنِّي سأَعودُ أَحمَدُه». بنجدّد ونقوّي إيماننا ونفضل معتمدين على الرب. لأنه هو بينقذ اللي فقدوا كل رجاء.
في المسيح بس بنفهم المعنى الكامل للألم. وأثناء التأمُّل ده، وإحنا بنتأمّل في آلام يسوع، لازم نركّز كمان على قيمتها الخلاصية. علشان ده كان ضمن قصد الله إن «تأَلَّمَ المسيحُ مِن أَجلِكم». (١ بطرس ٢: ٢١) إدراكنا لده بيملانا برجاء حيّ. والرجاء ده هو اللي بيخلّينا فرحانين وثابتين وقت الشدّة. (رومة ١٢: ١٢)
رحلة الإيمان والرجاء دي مشوار روحي طويل، بيركّز على خطة الله الأعمق في أحداث الكون وأحداث تاريخ البشرية. لأن تحت سطح الكوارث الطبيعية والحروب والصراعات بكل أشكالها، فيه حضور إلهي صامت وفيه عمل إلهي هادف. هو موجود في العالم، والمجتمع، والكون، لكنه مش باين. العلم والتكنولوجيا بيكشفوا روائع عظمته وحبّه: «لا حَديثٌ ولا كَلام، ولا صَوتٌ يَسمَعُه الأَنام، بل في الأَرضِ كُلِّها سُطورٌ بارِزة، وكَلِماتٌ إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة». (مزمور ١٩: ٤-٥) هو بينفخ فينا رجاء.
الله بيُظهر خططه من خلال كلمته، وبيورّينا إزاي بيستخرج الخير من الشر سواء في الأحداث الصغيرة في حياتنا الشخصية أو في الأحداث الكبيرة في تاريخ البشرية. كلمته بتعلِن الغنى المجيد في خطة ربنا اللي بتقول إنه بيحرّرنا من خطايانا، وإن «المسيحَ فيكم وهو رَجاءُ المَجْد». (قولسي ١: ٢٧)