فقالَ لَهم بيلاطس ثالثةً: «أَيَّ شَرٍّ فَعَلَ هٰذا الرَّجُل؟ لم أَجِدْ سَبَبًا يَستَوجِبُ بِه الموت، فسأُعاقِبُه ثُمَّ أُطلِقُه». فأَلَحُّوا علَيهِ بِأَعلى أَصواتِهِم طالِبينَ أَن يُصلَب، وَٱشتَدَّ صِياحُهم. فقَضى بيلاطُسُ بِإِجابَةِ طَلَبِهم. فأَطلَقَ مَن كانَ قد أُلقِيَ في السِّجنِ لِفِتنَةٍ وجريمةِ قَتْل، ذاكَ الَّذي طَلَبوه، وأَسلَمَ يسوعَ إِلى مَشيئَتِهم.
لوقا ٢٣: ٢٢-٢٥
ما كانش يهمّ بيلاطس عدالة القضية قد ما كان يهمّه مصالحه المهنية. الموقف ده ما فادوش، لا في الحالة دي ولا في مسيرته بعد كده. كان على النقيض تمامًا من يسوع، اللي استقامته الداخلية خلّته شجاع وما بيخافش.
وبيلاطس ما كانش مهتم بالحقيقة. بعد ما سمع يسوع، مشي وهو بيقول: «ما هو الحَقّ؟» (يوحنا ١٨: ٣٨) النوع ده من اللامبالاة تجاه الحقيقة مش نادر في أيامنا. الناس في الغالب بتهتم باللي يديها إشباع فوري، وبتكتفي بإجابات سطحية. وبناخد قرارات مش على أساس مبادئ النزاهة، إنما وفق حسابات انتهازية.
ولما ما بنختارش اختيارات أخلاقية مسؤولة، بنسبب أذى للأشخاص القريبين ويمكن لكل الناس. علشان كده بنصلّي علشان المفاهيم الروحية والأخلاقية الموجودة في كلمة ربنا تكون هي اللي بتلهم معايير الحياة في المجتمع في زمننا.
يا رب يسوع، ادّينا الشجاعة إننا ناخد قرارات مسؤولة لما بنخدم في مواقع عامة. إملأ الحياة العامة بالنزاهة، وساعدنا إننا نحفظ «الإِيمانِ والضَّميرِ السَّليمِ». (١ طيموتاوس ١: ١٩)
انت يا رب مصدر كل حقيقة. إهدينا وإحنا بندوّر على الإجابات النهائية. خلّينا، بعد ما نسيب ورانا أي تفسيرات جزئية أو ناقصة، نفضل نبحث عن اللي دايمًا حقيقي وجميل وصالح.
خلّينا ما نخافش قدّام الحجارة والسهام اللي بيرميها العالم علينا. ولما الظلام بيزيد في طرق الحياة الثقيلة وييجي الليل الكئيب، خلّينا نقدر نسمع كلام بولس الرسول: «تَنَبَّهوا وٱثبُتوا في الإِيمان، كونوا رِجالاً، كونوا أَشِدَّاء». (١ قورنتس ١٦: ١٣)
آمين
أبانا — السلام — المجد
أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ ؞ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك ؞ في قلبي مُنطَبِعَةْ